البلكان الجزء الثاني
البلكان الجزء الثاني من سلسلة
في الأشهر الأولى من حكومة داود اوغلوا وصلت داعش لشمال سوريا وبتاريخ ٨ تشرين الأول ٢٠١٤ قتل ٥٠ شخص بأحداث كوباني
اختلف داود أوغلو مع أردوغان في مسألة النظام الرئاسي وفي قانون الشفافية والموازنة، فأراد أوغلو إسقاط أردوغان عبر مقاضاة الوزراء الأربعة بتهم فساد أمام المحكمة العليا باعتبار أن الاتهامات كانت ستصل لأردوغان، لتتم تبرئتهم ويفشل بذلك. ليعزم على إضعاف إردوغان بإقناع رئيس الاستخبارات حاكان فيدان بالاستقالة من منصبه للترشح للبرلمان دون علم أردوغان.
وعمل على تشكيل ائتلاف حكومي بعد انتخابات 2015 بهدف الوقوف في وجه إقرار النظام الرئاسي، بالنتيجة كان شهر يناير ٢٠١٥ هو نقطة الفصل بين رئيس الجمهورية أردوغان وداوود اوغلو رئيس الوزراء. حتى تفشى للعلن الخلاف الكبير بينهما لكن أردوغان لم يمس داوود أوغلو.
٢٨ شباط ٢٠١٥ أعلن اتفاق دولمابهشا نتائج عملية السلام مع الأكراد. لكن أردوغان انتقد الاتفاقية، وهنا علينا السؤال لماذا أنهى أردوغان عملية السلام بعد أن حارب وقاوم على مدار ٦سنوات رغم كل محاولات إفشال العملية والانتقادات الشعبية ولماذا إنهاها فجأة؟
الجواب:
بدأ جان باكر بإجراء دارسات لزيادة دعم الرأي العام للنظام الرئاسي، وإيجاد النقاط الإيجابية والقضاء على النقاط السلبية ومن أهم ما طرحه وأؤيده فيه، أن تطور تركيا مرهون بالمعادلة التي تخرج بأقل خسائر ما بين الشرائح الأربعة الأساسية المكونة للشعب التركي:
- الكماليين
- تنظيم غولن
- Pkk
- والإسلاميين
على إردوغان أما أن يكافح هؤلاء أو التأثير عليهم وجذبهم. هذه الحلقات الأربعة في نفس الوقت هي العائق أمام النظام الرئاسي وهي مجموعات مؤثرة
لتستمر المعركة ضد تنظيم غولن، وأن حزب الشعوب الديمقراطي لن يتخلص وسيبقى تابع لـpkk فتمت إزاحة عملية السلام وتم وضعها على الرف وصعّد الرئيس أردوغان من حدة هجومه على دميرتاش ووصفه بالإرهابي وحمّله المسؤولية عن مقتل عشرات المتظاهرين من أنصار الحزب بسبب دعوته إلى التظاهر عام 2014 تضامناً مع مدينة كوباني.
أما الكماليون و المجموعات الأتاتوركية بالإضافة للأسلاميين السياسيين (الوسطيين) وجدوا في النظام الرئاسي أولى خطوات الانقسام والفدرالية، وبذلك ستخسر تركيا شرق الأناضول.
الشرائح الأربعة هدف تنظيم البجعة
لم يستطع حزب الشعوب الديمقراطي اتخاذ قرار واضح بخصوص حزب العمال الكردستاني. لذلك صرح أردوغان أنه لن تبدأ عملية السلام إلا بعد أن يلقي pkkأو ينسحب خارج الحدود التركية.
كلف اردوغان جان باكير بتشكيل رأي عام يدعم النظام الرئاسي فأنشأ “PODEM” الشبيه بـ TASAV
جمعية الدراسات الديمقراطية والسياسة العامة
الهدف الأساسي من تأسيسها هو إنشاء قاعدة شعبية تدعم النظام الرئاسي واختبار سياسات أردوغان في بيئة مجتمعية وتشكيل مشاريع لتطوير هذه القاعدة الشعبية لتقبل أي قرار سياسي لاردوغان. باختصار هذا ما كانت تفعله جمعية جورج سوروس
من الأسماء الذين شكلوا PODEM
- جان باكر و أشخاص مؤسسين في TASAV على رأسهم
- جنيد زابسو صاحب سلسلة متاجر بيم Bim
- أردل أكسوي صاحب أكسوي القابضة قطاع النفط تركيا
- مراد فارجي
أردوغان كان بحاجة لـ 367 نائب في البرلمان لتمرير النظام الرئاسي، لذلك يصر في حملته الانتخابية 2015 أنه بحاجة لـ 400 نائب. لكن النتائج خيبت الأمال مع أنه حصل على المرتبة الأولى في البرلمان بنسبة 41% من الأصوات لكنه لم يكن قادر على تشكيل حكومة لوحده. وكذلك خسر 8% من الأصوات عن الانتخابات السابقة ذهبت بالمقابل لحزب الشعوب الديمقراطي وهكذا دخل HDP البرلمان.
المسؤول الوحيد عن هذا هو داود أوغلوا بدأت الانتقادات تتوجه له
وأولها من صهيب اوغوت (يكتب في مجلة تابعة لتركواز ميديا التابعة للبيرق) وهو زوج الصحفية المشهورة هلال قبلان الكاتبة في صحيفة الصباح حيث نشر مقال بعنوان “Bravo Hocam Bravo” إشارة إلى داود أوغلو وانتشر كالنار على المواقع وتم ذلك دعمه وفق تنظيم من العديد من الشخصيات الصحفية المهمة.
الداعمين للمقال منهم جميل بارلاس ، ميليه ألتينوك ، حسن باباوغلو ، هلال كابلان ، إرسوي ديدي وهؤلاء من مؤسسي “البوسفور العالمية” منبر البلكان.
بعد انتهاء الأجواء الانتخابات 2015 ظهرت فئة الإسلامية التي تحدث عنها الأستاذ جان تدعوا الناس للوسطية والاعتدال هؤلاء من عارضهم أردوغان بشدة. هذه الفئة دعت لتحالف بين حزب العدالة والتنمية والحزب الجمهوري حتى يتحقق الاستقرار السياسي في تركيا ورأت أن يجب إنهاء الخلاف مع جماعة غولن. وهنا أصبح أردوغان بحاجة لحليف كـ “دولت بهجلي” المعروف بمواقفه الرافضة لكل شيء.
في ذلك الوقت كان داوود أوغلوا على خلاف مع دولت بهجلي لذلك لم يتم التوصل لأي اتفاق
بل طالب دولت بإجراء انتخابات جديدة إذا لم يستطع حزب العدالة والتنمية الحاكم الاتفاق على ائتلاف مع حزبين معارضين في البرلمان. عندها بدأت العمليات العسكرية ضد الأكراد في 22 تموز 2015 بعد استشهاد شرطيين في أورفا وكان حزب العمال الكردستاني قد حول شرق وجنوب شرق الاناضول لمستودع سلاح. كان هنا دور البليكان لفتح عيون فئة الوسطية الذين يطالبونه بالسلام والتسوية مع pkk الذي كان يحاول مراراً وتكراراً الهجوم على الشرطة و الجيش.
تنقسم هذه الفئة ل٣ مجموعات
- المجموعة الأولى الاسلاميين الليبراليين وهم انصار داوود اوغلو
- المجموعة الثانية الإسلاميين السياسيين
- المجموعة الثالثة الصحافة المركزية التابعة لتاساف وتوساد
Boshporus Global
بدأ العمل بالمشروع بتنسيق وتمويل البيرق كان اسم المركزBoshporus Global، يتركز عمل هذا المركز على توعية الرأي العام وتوجيه، تأسس في 7 تشرين الأول 2015 بقيادة جان باكير وهناك ثلاثة أسماء بارزة أيضاً في وقف تنظيم البجعة
- جان باكر وهو صهر محمد بارلاس رئيس تحرير جريدة صباح
- سرهات البيرق هو الاخ الاكبر لبرات البيرق ونائب رئيس مجلس ادارة تركواز ميديا
- صهيب اوغوت ومن الممولين البارزين جامعة ميدي بول
اتخذ تنظيم البجعة في وسائل التواصل الاجتماعي أهداف عديدة منها جريدة القرار، وهي جريدة داود أوغلو وكتابها هاكان البيرق، يلديراي أوغور، عاكف بيكي، مصطفى كارالي أوغلو، إيتين محجوبيان، إليف شاكر…
وكذلك جماعة خبر تورك من أبرز صحفييها آن ذاك هو نوزت شيشك وهو الآن رئيس تحرير الأندبندنت
نستطيع أن نقول أن PODEM و Boshporus Global دعوا لدعم أردوغان وللنظام الرئاسي وحاول إزاحة جميع المعوقات والأصوات داخل الحزب والمجتمع الإسلامي.
اعتقد أن عملهم كان منظم ورائع حينها
حدث مهم وسيء
في مؤتمر الاستثنائي الثاني لحزب AKP جهز داوود قائمة من 50 اسم لهيئة الإدارة والقرار المركزية للحزب لكن بن علي يلدرم كشف هذه المؤامرة (بهذا حصل على ثقة أردوغان). للملاحظة الإسماء التي وردت هي انشقت لاحقا. وحذف أردوغان 25 اسماً ودن أن يحدث أي ضجة مع داود لإنها كانت عشية الانتخابات.
من الأمور التي شكلت مشكلة للحزب عام 2016 اعتقال رضا ضراب الذي له دور أساسي بأحداث 2013 الانقلاب الحقوقي، بدأ حينها البليكان بالعمل لإزاحة داود وفي 1 مايو 2016 نشر ملف البليكان الذي تسبب باستقالة داوود أوغلوا.