الدكتاتورية الروسية

تظاهر أنصار زعيم المعارضة نافالني في عدد من مدن روسيا بما فيها العاصمة

 

بادئ الأمر يعتبر نافالني خصم مهم في رأيي، لكن ليس بالخطورة والقدر الذي يبالغ فيه الغرب

الملفت للانتباه إن غالبية المتظاهرين هم من جيل الشباب، لتعود المعارضة بزخم جيد بعد تراجع أدائها في الماضي

وخرجوا كذلك في مدينة سان بطرسبرغ (مسقط رأس بوتين)، وصرخ المتظاهرون ب: “بوتين لص”

واستبقت أجهزة الأمن المظاهرات باعتقال عدد كبير من المقربين من نافالني، من بينهم متحدثة باسمه ومحاميه

لتعتقل أكثر من ألفي شخص خلال احتجاجات ومن بينهم زوجة نافالني وقد أخرجت بكفالة لاحقاً.

حيث أشعل أنصاره مواقع التواصل الاجتماعي واعتمدوا على “تيك توك” بمقاطع فيديو تدعو إلى الاحتجاجات وبرسائل عن نافالني

وقد نصبت الشرطة مئات الحواجز الحديدية حول ساحة بوشكين (موسكو) لمنع أي محاولة لتجمع

كما برز مقطع للمتظاهرين في موسكو وهم يرددون: “الواحد للكل والكل للواحد”

‏وعدت الشرطة ‎الروسية بأن تقمع بلا تأخير أي تجمع وستعتبره “تهديدا للنظام العام”

للمعلومة: يأخذ عادة عناصر الشرطة والأمن من دور الأيتام ويتم تربيتهم وتدريبهم بشكل خاص (طبعاً بعيداً عن أي عاطفة وتعاملهم يكون قاسي بلا رحمة)

طلبت وزارة التربية الروسية من أولياء التلاميذ عدم السماح لأبنائهم بالمشاركة في الاحتجاجات

عمت ‎روسيا الاحتجاجات، ليتجاهل الإعلام الروسي بشكل تام ما يحدث

حتى أشهر المحطات الإخبارية كانت تتحدث:

  • اتفاق لإنتاج اللقاح الروسي ضد كورونا في ‎تركيا
  • وفاة كينغ
  • بدأ موسم التزلج

 

‏نأتي للمواقف الدولية:

أعرب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي عن أسفه لحملات الاعتقلات واستخدام للقوة وطالب بالإفراج عن نافالني

وطالب البرلمان الأوروبي بالعقوبات على روسيا بسبب اعتقال “نافالني” وطالبوا بوقف مشروع خط أنابيب نورث ستريم 2 ومراجعة العلاقات مع روسيا وإعادة تعريفها

‏لتصدر ‎أمريكا بيان تدين فيه التكتيكات القاسية من جانب السلطات ضد المتظاهرين وتطالب بإطلاق سراح جميع المعتقلين بسبب ممارستهم حقوقهم والإفراج عن المعارض نافالني

 

لفت نظري في البيان أمران:

  1. ذُكر نافالني كـ “شخصية معارضة” وليس “زعيم معارضة”
  2. لم يلوم روسيا بشكل مباشر على تسميم نافالني

 

‏ملاحظة: سابقاً قبل الاحتجاجات عرض رئيس مجلس العلاقات الدولية  “İgor İvanov” لأكبر مركز للأبحاث ‎روسيا التعاون الروسي الأمريكي بقيادة بايدن

في المجالات التالية:

  • التسلح
  • ‎سوريا و ‎ليبيا و ‎ايران و ‎كوريا الشمالية
  • المناخ
  • القطب الشمالي

 

للتذكير لم تتصرف ‎ألمانيا بجدية كبيرة في تسميم نافالني

 

ختاماً

‏علينا عدم الاستخفاف بالتحرك الشعبي، والأهم نحن من نصنع الأصنام وهذه أكبر عقبة أمام الحرية والديمقراطية فكرياً قبل واقعياً، نعم قد تكون المشاركة كبيرة لكنها ليست كما كانت في 2011-2012.

الكاتبة Ela Kravan

‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏كاتبة وباحثة في الشأن التركي
تليجرام : https://t.me/ela_kravan‎‎

مقالات قد تعجبك

جيش يونارميا… شبيبة بوتين

الأزمة الأوكرانية

قراءة في اتفاق المعارضة التركية بخصوص النظام البرلماني

دراسة: انعكاسات الاستفتاء على السياسة الخارجية التركية