السبطائية

فما هي السبطائية ؟

السبطائية

صرح البروفيسور كوجوك وهو أحد قلاع الكماليية في2011 قائلا:”لولا السبطائيون لما استطعنا تأسيس هذه الجمهورية، أكررها دوما”

لنجد أن للسبطائية دور كبير في(إسقاط الخلافة العثمانية)وتأسيس الدولةالتركيةالحديثة

لقد أسس سبطائيوا الاتحاد والترقي دولة إسرائيل

فكان معظمهم حينها في اسطنبول وسلانيك

منهم ديفيد بن غوريون أول رئيس وزراء لإسرائيل وصديقه إسحاق بن زيفي الذي أصبح ثاني رئيس وزراء لاسرائيل،طالبا في كليلة الحقوق في اسطنبول

أما باقي أجنحة السبطائيين في اسطنبول وسلانيك وإزمير كان لهم دور أساسي في تأسيس الجمهورية التركية وتشكيل تنظيمها.

فاستطاعوا الولوج لكل زاوية في الدولة بمستوى تعليمهم وقوة تنظيمهم من الإعلاميين وحتى الوزراء

لنعود لبدايتهم كانت باستقبال العثمانيين لليهود الذي طلبوا اللجوء فاريين من مذابح التطهير العرقي في إسبانيا.

كان سبطاي سوي وعشريته من هؤلاء اللاجئين…

حيث ولد سوي في إزمير 1626 درس التوراة والتلمود والمعارف الباطنية وكان مؤمن بقرب ظهور المسيح الذي سيخلص اليهود ويعزهم.

فأعلن نفسه المسيح المخلص 1666 بمدينة إزمير وجمع حوله أتباع ومناصرين، حتى امتدت طريقته لأوربا وأفريقيا ومصر.

و آمن قسم كبير من اليهود أنه المسيح المخلص

كانت إزمير حينها مركز لطريقته وبدأ أصوات أتباعه تتعالى..

فأمر الصدر الأعظم فاضل أحمد باشا باعتقال سبطاي سوي وجلبه لاسطنبول ،و كانت حجة سبطاي سوي لأتباعه: “كلفني الرب بفتح اسطنبول، لهذا يتوجب عليي الذهاب”

هكذا عظم شأنه بين أتباعه، مع أنه اعتقل وبدأ التحقيق معه في اسطنبول

حينها شهد التحقيق شيخ الإسلام يحيى أفندي وشيخ السلطان فاني محمد أفندي..

الذين عرضا على سوي الاتفاق التالي:”ستقف هنا أمام الجدار وسنرميك بسهم،فإن كنت المسيح بحق لن يصبك أي أذى،وسنشهد أمام السلطان أنك المسيح”

لكن جبن سوي فتاب وإنكر كونه المسيح المخلص ودخل في الإسلام وسمى نفسه”محمد أفندي”

فأسلمت300 عائلة يهودية مع سبطاي سوي واتخذت اسماء إسلامية، لكن ذلك كله كان تقية واستمروا بنشاطهم وتنظيمهم لسنين سرا

كانوا يرسمون الخطط ويحيكون المؤامرات في اجتماعات سرية ينظموها

لقد قال فيهم شيخ السلطان فاني محمد أفندي:

“لم أقتنع بإسلام سبطاي سوي أبداً، سيعيد تشكيل جماعته لكن سراً هذه المرة”

ليحصل ما تنبأ به الشيخ، لنجدهم  مستمرون على نهجهم حتى اليوم..

كان طبيب السلطان حينها يهودي يدعى “مصطفى فوزي أفندي” لكن اسمه الحقيقي رفائيل أبرابانيل،أسلم وأصبح ابنه محمد أمين أفندي فيما بعد شيخ الإسلام.

كان أول شيخ للإسلام من ” الدونمة ”

 

فما هي الدونمة؟

الدونمة :وهو الاسم المشهور للسبطائيين (الحركة السياسية لهم)

انقسم السبطائيون ل 3 فرق بعد موت سوي،

اليعقوبيون والقراقاشيون والكابانيون

اهتم القرقاش بالتجارة، والكابانيون بالتجارة والسياسة

أما اليعقوبيون فعمدوا إلى مراكز الدولة وشغلوها

اتخذوا من سلانيك واسطنبول وإزمير مركزاً لهم،انتشروا في مدن كثيرة لكن سلانيك كانت معقلهم.

كان تعداد السكان في سلانيك”1908″ 170 ألف نسمة

80 ألف منهم سبطائيون(السرية التامة كانت منهج عقيدتهم)

يقول الباحث زورل

و ضمن اعترافاته عن كونه سبطائياً:

“كان أغلب أعضاء جمعية الاتحاد والترقي سبطائيين”

ويعتبر السبطائيون مؤسسوا التيار اليساري في #تركيا …

و يقول إلغاز زورل : “أستاذ أتاتورك شمسي أفندي سبطائي واسمه الحقيقي شمعون زوي وهو عالم في التوراة والتلمود”

 

عمد السبطائيون إلى تعليم أبنائهم وليكونوا نواة لفتح مدارس على النهج الغربي، وحصل لهم هذا بدعم أغنياء السبطائين وكان أتاتورك أحد خريجي هذه المدارس..

يقول إلغاز زورل عن جده :

“كان يظهر إسلامه ويعمل سرا لتقوية السبطائية، كان يعلم التلاميذ في مدرسته التي أسسها كيف يكتمون سبطائيتهم، كان يعطي دروس التوراة والتلمود في مدرسته، ويجتهد في تكتل السبطائيين”

اسم مدرسة جده”كُتّاب ترقّي فيضية”

عمد شمسي أفندي(شمعون سوي)على دعم السبطائيين في سلانيك،انتقل إلى اسطنبول خلال حرب البلقان وأسس ثانوية الترقي،وبدأ بتكتيل الطلاب أيضاًحتى توفي1917ودفن أوسكودار بمقبرة بلبل درسي،هناك جامع على مدخل هذه المقبرة وهو جامع فيضية خاتون،بنى هذا الجامع أهالي سلانيك1882بدعم مدرسة فيضية(مدير هذه المدرسة جاويد بيك و10مؤسسين كلهم من السبطائيين) فهم يدفنون في مقبرة بلبل درسي.

ونجد تدخلهم السياسي برز بعد تأسيس الجمهورية 1923 تم الاتفاق مع اليونانيين على إرسال الروم إلى اليونان مقابل إرسال المسلمين الترك إلى تركيا

فطلب السبطائيون من اليونان عدم ترحيلهم:”لو أظهرنا إسلامنا لكنا يهوديون ضمنا”

لكن آلاف السبطائيين أرسلوا عنوةعلى أنهم مسلمين(جميعهم بتعليم عالي ويتقنون لغتين على الأقل)

نذكر قد خسرت تركيا الكثير من الطبقةالمثقفةفي الحرب، لذلك نجد عدد كبير من السبطائيين المثقفين في مراكز الدولة، وبسبب خبرتهم الواسعة بالتجارة استطاعوا السيطرة على الاقتصاد،وحازوا على المناصب العليا لعدم وجود كفاءات،لدرجة اشتهر عن رئيس الوزراء حينها عصمت إينونو قوله:

“ننتظر في محطة القطار بأنقرة، وعندما نجد رجلا بطقم وكرافة نعينه موظفا في الخارجية” ،فحازوا على المؤسسة التعليمية والتجارة.

كان أكبر عدو للسبطائيين هو الدولة العثمانية “الإسلام وأحكامه” فتمثلوا بالعلمانية واليسارية وجندوا الشباب ضد العثمانيين و الإسلام.

يقول إلغاز زورل السبطائي: “العلمانية ليست دين،لكن السبطائيين جعلوا منها دينا”، لقد جعلوا من العلمانية دين وحببوه لقلوب الناس فأبعدوهم عن دينهم وتاريخهم ، أشد خططهم مكر <ابتداع طرق صوفية حرفوا فيها الدين وشوهوه بعيون المسلمين>

كانت فطمة أريغ السبطائية تقول:

“كانت جدتي تجيب عند سؤالنا لها لماذا لا تصلين؟بقولها نحن كماليين،لسنا من دونمة السلانيك،كانوا يجيبونك، نحن أتاتوركيون علمانيون”

تعد اليسارية والكمالية مركز السبطائية،ولها رجالها بين اليمينيين والجماعات الدينية ،لكن قلبها اليسار

أمر رئيس الوزراء الثاني لإسرائيل إسحاق بن زيفي قنصله في اسطنبول بكاتبة تقارير عن السبطائيين في تركيا(هذه التقارير موجودة في الأرشيف الاسرائيلي)

يذكر ذلك إلغاز زورل.

فسيطر السبطائيون على السينما والنشر (الإعلام)أيضا وكانت أول شركة إنتاج سنمائي بتركيا شركة إبك فيلم التي تملكها عائلة إبكجي ولم يعد يخفى على أحد أنها هذه العائلة سبطائية، عملت هذه الشركة مع المنتج محسن أرتغرول لانتاج أفلام على النمط الغربي، ووزير الخارجية جم إبكجي من عائلة نفسها، عندما اعتقل ناظم حكمت عام 1933 لم تتخل عنه عائلة إبكجي.

فجده الأكبر هو محمد علي باشا (ليس محمد علي مصر) من يهود بولونيا،واسمه الحقيقي لودوينغ كارك فريدريك ديترويد.

استقر في الدولة العثمانية وغير اسمه وأصبح مسؤولا في الدولة وهو يهودي سبطائي.

نأتي لـ دينج بيلغين زعيم قطاع الإعلام في عصره سبطائي أيضاً.

كان يملك جريدة الصباح وتلفزيون Atv وشركة فوتوم ماشين، وله حصة ب show tv، و يملك Eti Bankوهو من إزمير. كان حينها لديه القدرة على تغيير الرأي العام بإعلامه القوي. ولعب دوراً مهما في انقلاب 28 شباط ضد زعيم الإسلاميين أربكان.

اخترقوا البكداشية الدولةحتى أصبح منهم شيخاً للإسلام.

اتخذ السبطائيون القرقاش بالبكداشية والسبطائيون الكابالونية بالمولوية في أواخر عهد الدولة العثمانية.

ختاما

إن سر السبطائيين محفور على قبر شمسي أفندي أستاذ أتاتورك

“أخفيت ولم أبح نومت مصابي بسرية”

 

الكاتبة Ela Kravan

‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏كاتبة وباحثة في الشأن التركي
تليجرام : https://t.me/ela_kravan‎‎

مقالات قد تعجبك

جيش يونارميا… شبيبة بوتين

الأزمة الأوكرانية

قراءة في اتفاق المعارضة التركية بخصوص النظام البرلماني

دراسة: انعكاسات الاستفتاء على السياسة الخارجية التركية