خانت تركيا الثورة السورية

كثرت مقولة خانت تركيا الثورة السورية وكذبت على الثوار، وجدتها لدى صحفيين وسياسيين سوريين وكأنه وجد حجة لإثبات اتهامه

ولكن تركيا ضربت أهدافا للنظام كما إسرائيل، يفرحون بالضرب اليهودي ويحزنون بالتركي. أجده أمر طبيعي للتعويل الطفولي والفهم الخاطئ للدور التركي من قبل كثيرين

 

فهل هناك تغير في الموقف التركي أم لا واتهامها؟

لنفهم تركيا بتجرد وواقعية بعيداً عن العواطف والتمني.

ملاحظة: لا ننسى الانقلابات التي عاشتها تركيا من انكسارات وتشرذم وتشتت وفقر غير كثير من المفاهيم والتفكير على مستوى المواطن التركي والقادة الأتراك من حزب حاكم ومعارضة على السواء

 

نبدأ بالثوابت التركية

الاستقرار الأمني

العلاقات الاقتصادية والتجارية والتي تزاد حاجتها لها أكثر من أي مرحلة مضت

 

علاقة تركيا بالنظام قبل الثورة

حرصت على إقامة علاقة مميزة مع النظام لدرجة عقد جلسات حكومية مشتركة لمجالس الوزراء و زيارات عائلية بين الاسد و أردوغان . ومن خلال ذلك ضمن الأتراك الحدود والتسوية وعودة جماعة الإخوان المسلمين إلى سوريا.

ورغم ذلك ربط بشار موافقته بعودتهم من خلال البوابة الأمنية (وهذا المصير سيكون للمعارضة الصادقة إذا ارادوا العودة لن يشفع لهم أحد). لتبدأ مرحلة جديدة وهي بداية ثورات الربيع العربي.

 

نحن نعلم أن حزب حاكم بتركيا يأتي من خلفية اسلامية متعاطفة مع المظلومين من الشعوب العربية والإسلامية ورغم معرفتهم التامة لحقيقة الحكام الدكتاتويين عند العرب

تركيا هي أول من حاول إقناع بشار للاستجابة لمطالب شعب التي كانت بسيطة وتحذيره من القادم. نذكر تماما لقاء داوود مع بشار امتد لسبع ساعات. لكن النظام لم يرد الإصلاح أو القيام بأي خطوة إيجابية لمحاربة الفساد وإطلاق الحريات ولم تتوقف المظاهرات السلمية في كل سوريا. ليكون رده دموياً وجر الثورة إلى مواجهات عسكرية، لم يكن لتركيا سوى الوقوف مع الثورة، لهدف استقرارها الأمني رغم تسليم أوجلان. والاستفادة بشكل أكبر تجاريا

 

قدمت الدعم اللوجستي استقبلت اللاجئين (وشرحت إيجابيات والسلبيات)

حاولت قيادة المعارضة وذلك بتسهيل تواجد المعارضة من منصات ولقاءات بكل حرية.

دعمت الطلاب والجمعيات والمنظمات وكل مكونات الثورة والمعارضة السورية.

(السؤال هنا لو لم يكن حزب العدالة هو الحزب الحاكم ماذا كان حال الناس)

ليقدم الشعب السوري بجميع أطيافه تضحيات أسطورية ودماء تكفي البشرية على مدى تسع سنوات

وللأسف من يمثل هذا الشعب العظيم لم يستطع ترجمة هذه التضحيات لمكاسب وأوراق ضغط وقوة لصالح الثورة بمشاركة فعلية وحقيقية دولياً، بل كان تابعاً وفق أفراد عرفوا سابقا من النظام أو أشخاص باعوا دماء الشهداء. لتعيد تركيا كل حساباتها واستراتيجيتها في سوريا بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة في 15 تموز. ولننتبه قليلا على مقولة بن علي يلدرم: “سنزيد الأصدقاء ونقلل الأعداء”

 

دخول تركيا درع الفرات لحساباتها الأمنية وظهور ملامح الدولة الكردية في سوريا فقط

 

نأتي للتقارب التركي الروسي من أهم مقوماته:

  • الاستقرار الأمني
  • حلم الدولة الكردية
  • إعادة الأعمار
  • تحقيق النمو الاقتصادي والتجاري و الدفاعي

تتعقد الامور بينهم بعدة ملفات، ولذلك هناك نوع من التفاهم الضمني بينهم، ولكنهم الآن في معركة تحقيق رؤية والضغط على تركيا بالنازحين.

وأرى أن هناك جرأة في المواقف التركي الأخير، رغم حصار اقتصادي والمعارضة للحزب الحاكم والاحتلال الروسي بهذه القوة الهمجية والموقف الأمريكي المتواطئ منذ بداية الثورة السورية لقتلها ودعم pkk والسكوت العربي تجاه الروس وإيران والأزمة الانسانية، لتكون تركيا الدولة المتضررة أكثر من غيرها.

 

لنجد كلام السوريين (الشعور بعجز أو احباط) بمطالبة الأتراك بالتدخل مباشر “كونها ضامن”

لأن السوريين لم ولن يستطيعوا عمل ذلك بأنفسهم، فمناطق قد ذهبت والمال والدعم قد سرق وأصبحوا بنظر العالم متمردين (نذكرالغوطة). إنه فهم غير شامل للتاريخ والواقع والسياسة وكونه تعويل وأمنيات في غير محلها.

الكاتبة Ela Kravan

‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏كاتبة وباحثة في الشأن التركي
تليجرام : https://t.me/ela_kravan‎‎

مقالات قد تعجبك

جيش يونارميا… شبيبة بوتين

الأزمة الأوكرانية

قراءة في اتفاق المعارضة التركية بخصوص النظام البرلماني

دراسة: انعكاسات الاستفتاء على السياسة الخارجية التركية